في فضل القراءة في المصحف
وقراءة
القرآن في المصحف أفضل. قال الطبراني: ثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، ثنا
أبي، وحدثنا عبدان بن حمدان، ثنا دحيم الدمشقي، ثنا مروان بن معاوية، ثنا
أبو سعيد بن عون المكي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي، عن جده، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { قراءة الرجل القرآن في غير المصحف ألف
درجة وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك إلى ألفي درجة }، كذا نقلته من خط
الحافظ، ضياء الدين، وإنما هو أبو سعيد بن عود روى ابن أبي مريم عن ابن
معين ليس به بأس وروى غيره عنه: ضعيف.
وروى ابن عدي خبره هذا، واختلف
عليه في متنه، وقال: مقدار ما يرويه غير محفوظ ذكر هذه المسألة الآمدي من
أصحابنا, وذكر الحافظ أبو موسى في ( الوظائف ) في ذلك آثارا.
وفي
الحديث: { النظر في المصحف عبادة } قال عبد الله: كان أبي يقرأ كل يوم سبعا
لا يكاد يتركه نظرا. قال القاضي: وإنما اختار أحمد القراءة في المصحف
لأخبار فروى ابن أبي داود بإسناده عن أبي داود مرفوعا { من قرأ مائتي آية
كل يوم نظرا شفع في سبعة قبور حول قبره وخفف العذاب عن والديه وإن كانا
مشركين } وروى أبو عبيد في فضائل القرآن بإسناده عن النبي صلى الله عليه
وسلم: { فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرؤه ظاهرا كفضل الفريضة على
النافلة } وبإسناده عن ابن عباس قال: ( كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا
دخل البيت نشر المصحف فقرأ فيه ).
وعن ابن مسعود وعائشة معنى ذلك,
وعن ابن عمر الحث على ذلك رضي الله عنهم, قال القاضي وقد روي في فضل النظر
إلى المصحف من غير قراءة أخبار فروى ابن أبي داود بإسناده عن عائشة قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { والنظر إلى الكعبة عبادة, والنظر في
وجه الوالدين عبادة, والنظر في المصحف عبادة }، وبإسناده عن الأوزاعي قال:
كان يعجبهم النظر في المصحف بعد القراءة هيبة. قال ابن الجوزي وينبغي لمن
كان عنده مصحف أن يقرأ فيه كل يوم آيات يسيرة لئلا يكون مهجورا.
كتاب الآداب الشرعية
لابن مفلح المقدسي رحمه الله